رابطة هواة الفلك في العالم الإسلامي

Amateur Astronomers Association of Islamic World

الظواهر الكونية أحداث لابد من تأملها

نبيل أحمد الحميني

قال تعالى:( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ). يخبر عز وجل أنه زين السماء الدنيا للناظرين إليها من أهل الأرض بالكواكب والنجوم المضيئة كي تستنير أرجاؤها ويهتدى بها في ظلمات البر والبحر ، ويحصل فيها من المصالح ما يحصل . إذ لولاها، لكانت السماء جرما مظلما لا ضوء فيها ،قال تعالى ( وَهُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا في ظُلُمتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيات لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ). فالمسافر يعرف بها الطريق ليلاً في البر والبحر ... والمقصد الثالث من خلقها حراسة السماء ، وهي رجوم لمردة الشياطين مسترقي السمع قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعدها . فالشهب والكواكب الراجمة التي نراها هي التي يخترق ضوؤها جرم السماء الشفاف والتي ترمى بها الشياطين فتحرقها قال تعالى :(وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآن يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ) فلما جاء الله بالإسلام حرست السماء بشدة، فلا يفلت شيطان سمع البَتّةً. والمتأمل في تلك الآيات يدرك الحكمة من خلقها اذا لم تخلق عبثا ... لم يدر بخلدي أن أتلقى دعوة كريمة للمشاركة للرحلة الفلكية الاستكشافية لرصد الشهب وبعض الأجرام السماوية وهي ضمن أنشطة جمعية الفلك بالقطيف لهذا العام إذ لم أتردد في تلبيتها ومن خلال موقع الجمعية الالكتروني اطلعت على موعد ومكان الرحلة والغرض منها حينها قررت الذهاب فحملت مستلزماتي وكان الاجتماع مع القائمين على الجمعية لعرض خطة سير الرحلة وبمشاركة خمسة وعشرين شخصا من المهتمين وبمختلف الأعمار انطلقنا قاصدين منطقة تبعد عن العمران مسافة ثلاثين كيلو مترا بعيدة عن أضواء المدينة حيث كان المكان معدا مسبقاً ثبتت المناظير ومعدات الرصد وكاميرات التصوير كان الظلام دامساً فبالكاد ترى يديك وهذا مطلب ضروري، كما أفاد المنظمون الذين هم على دراية وعلم ذهلت عندما شاهدت القمر وعدة كواكب لامعة ولأول مرة من خلال تليسكوب تعرف الجميع على كيفية حساب اتجاه القبلة وتحديدها للمنطقة التي تتواجد بها من خلال النجوم وتم رصد تساقط ما يقارب السبعين من زخات شهاب تعرف باسم (البروشيات) والتي تحدث في الثاني عشر من أغسطس من كل عام وغيرها من الكور النارية ذات المواعيد الثابتة وبعض الظواهر الفلكية من كسوف للمشتري وكثير من الأجرام السماوية كالزهرة ومثلث الصيف حيث تمثل حدثاً فريداً استغرقت المهمة إلى قبيل طلوع الفجر بعدها حملنا أمتعتنا والفرحة تغمرنا حيث كانت التجربة جدا مفيدة كل تلك الأمور تبينت لي من خلال شرح المشرفين وإجابتهم الشافية على تساؤلات الحاضرين وإنني من خلال جريدة اليوم وبهذه المناسبة اعبر فيها عن الشكر والتقدير لأعضاء الجمعية واثني على جهود رئيسها التنفيذي سليمان آل رمضان في نشر ثقافة علم من علوم العرب، كما أدعو الجميع لزيارة مقر الجمعية والتعرف على نشطاتها وما تقدمه من برامج ومحاضرات ودورات . لقد أمرنا الله أن نتفكر في عظمته ونتأمل بديع خلقه لأنه سبحانه وتعالى احكم خلق السماء وزين آفاقها بالكواكب وسخرها لنا قال تعالي (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا في السَّماَوتِ وَمَا في الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ في ذَلِكَ لآيتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) .

جريدة اليوم

0 comments:

إرسال تعليق

هدفنا

متابعة الاحداث الفلكية وتبسيطها للعوام ونشر كل مايتعلق بالفلك من مقالات وابحاث شخصية

القائمة التفاعلية

وسائط متعددة

اصدقاء الفلك

   

من نحن