رابطة هواة الفلك في العالم الإسلامي

Amateur Astronomers Association of Islamic World

علي عبدالكريم العبندي

الوهج الشمسي (Solar flare) عبارة عن انفجار ضخم في الغلاف الخارجي للشمس يؤثر على طبقاته (الغلاف الصوري، الغلاف اللوني، إكليل الشمس) فتصل درجة حرارة البلازما الى عشرات الملايين على مقياس كيلفن فتتسارع الإلكترونات والبروتونات والايونات الثقيلة إلى ما يقرب من سرعة الضوء مما ينتج عنه اشعاعات بجميع الأطوال الموجية للطيف الكهرومغناطيسي من موجات الراديو لأشعة غاما ومعظم الوهج الشمسي يحدث في المناطق النشطة حول البقع الشمسية حيث تخترق المجالات المغناطيسية الحادة الغلاف الصوري (photosphere) لربط إكليل الشمس (corona) مع الطبقات الداخلية للشمس ويستمد الوهج الشمسي طاقته من التحرر المفاجئ للطاقة المغناطيسية المخزونة في إكليل الشمس واذا كان الانفجار قوياً بشكل استثنائي فإنه قد يتسبب في طرد كتل اكليلية

وتحتلف وتيرة وقوع انفجارات الوهج الشمسي من عدة مرات في اليوم الواحد عندما تكون الشمس "نشطة" إلى أقل من مرة كل أسبوع عندما تكون الشمس "هادئة" وانفجارات الوهج الشمسية الكبيرة أقل وتيرة وتكثر انفجارات الوهج الشمسي عندما تكون الشمس في اوجد نشاطها في منتصف الدورة وتقدر بحوالي 11 عاما متزامنه مع ذروة دورة البقع الشمسية

وتصنف انفجارات الوهج الشمسي الى (ألف) و (باء) و (جيم) و (إم) و (إكس) وفقاً لمقدار قراءة القمر GOES في ذروة تدفق الاشعة السينية من 100- 800 بيكومتر الناتجة عن الانفجار وكل فئة تقسم الى فئات اصغر من 1-9 وبهذا كل فئة تساوي عشرة اضعاف الفئة التي تليها

ويمكن للأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الوهج الشمسي أن تؤثر على الغلاف الأيوني للأرض مما يتسبب في تعطيل الاتصالات اللاسلكية البعيدة المدى فالانبعاث المباشرة للموجات الراديوية ذات الطول الموجي بين 0.1 و 1 متر (تردد ما بين 300 و 3000 ميغاهرتز) ربما تخل بعمل الأجهزة التي تعمل على هذه الترددات مثل الرادارات وغيرها

وأول من لاحظ الوهج الشمسي هو ريتشارد كريستوفر كارينغتون و ريتشارد هودجسون في عام 1859 وهذه الظاهرة ليست مختصة بالشمس انما مشتركة مع باقي النجوم

بعض الاحداث الناتجة عن ذلك:
- 2 سبتمبر 1859 تعطل خدمة التلغراف
- انهيار شبكة الكهرباء الهيدروكيبيك في 13 مارس 1989 ويعتبر أفضل مثال معروف بسبب ﺘﻴﺎﺭﺍﺕﻤﻐﻨﺎﻁﻴﺴﻴﺔ ﺍﻷﺭض المستحدثة وكانت العاصفة المغنطيسية الأرضية المسبب لهذا الحدث ناتجه عن طرد كتل اكليلية من الشمس يوم 9 مارس 1989
- عاصفة مغنطيسية أرضية في 20 يناير 1994 قطعت بشكل مؤقت اثنين من اقمار الاتصالات الكندية
- طرد كتل اكليلية من الشمس في 7 يناير 1997 ضربت الغلاف المغاطيسي للأرض في 10 يناير وتسبب في فقدان ايه تي اند تي قمر الاتصالات تلستار 401 (قيمته 200 مليون دولار)
- أصيب المسبار نوزومي المرسل لمدار المريخ بجسيمات شمسية عالية الطاقة في 21 أبريل 2002 والتي تسببت في فشل واسعة النطاق وفي النهاية تم التخلي عن هذه البعثة التي كانت متأخرة اصلاً بنحو 3 أعوام وراء الجدول الزمني في ديسمبر 2003


اما المشككين بالاضرار التي قد تحدثها مثل هذه الانفجارات واكرر قولي بانها قد تحدث وخصوصا في وقت ذروتها في عام 2012 معللين ذلك بان العاصفة الشمسية في عام 1958 أشد من التي ستحدث عام 2012 ومرت بدون اي اثر نحب ان نذكرهم انه في عام 1958 لم يكن في الفضاء الى سبوتنك واكسبلور فاي اثر كان متوقعاً حينها!

0 comments:

إرسال تعليق

هدفنا

متابعة الاحداث الفلكية وتبسيطها للعوام ونشر كل مايتعلق بالفلك من مقالات وابحاث شخصية

القائمة التفاعلية

وسائط متعددة

اصدقاء الفلك

   

من نحن